االاسم : اسيا اسحاق عبد المهدي حروب
باشراف : أ. فاطمة عيدة
الإشراف التربوي
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
إن تقدم أي أمة من الأمم يتأثر الى حد بعيد بمدى التطور العلمي و التكنولوجي الذي تعززه تلك الأمه وإن هذا
التطور الذي تصل اليه يعكس هو الأخر مدى كفاءة وفاعلية أنظمتها التربوية وسياساتها التعليمية .
ومن هذه الأنظمة التربوية الاشراف التربوي الذي يعتبر إحدى هذه التقدمات ، والذي سنتحدث عنه في هذا
المقال وعن مفهومه و أهدافه وأنواعه وعن بعض أنماطه وخصائصه . لعلكم تستفيدون من هذه المعلومات وتسد
حاجتكم مما تبحثونه من معلومات عن الاشراف التربوي .
مفهوم الاشراف التربوي
هو عملية ديمقراطية تعاونية منظمة تعني بالموقف التعليمي بجميع عناصره من مناهج ووسائل وأساليب و بيئة
ومعلم وطالب وتهدف دراسة العوامل المؤثرة في ذلك الموقف وتقييمها للعمل على تحسينها وتنظيمها من أجل
تحقيق أقضل لأهداف التعلم والتعليم .
على الرغم من مرور سنوات بل عقود عديدة ترجع الى القرن الماضي أو ربما قبله ، لبداية الاشراف في الحقل
التربوي وبالرغم من التطور الكبير الذي شهده هذا الحقل في مفهوماته وأهدافه و مهامه وجوانبه المختلفة خلال
هذه السنوات وحتى الوقت الحاضر ، فإن هناك شبه إتفاق بين المختصين والمهتمين و العاملين في هذا المجال
على أن الحاجة ملحة لمزيد من الوضوح والتحديد لكثير من القضايا المتصلة به ، فلا يزال مفهوم الاشراف
غير محدد و غير متفق عليه ، كما أن أهدافه ومهامه و الهياكل التنظيمية الخاصة به و علاقته بالمجالات
التربوية الأخرى بحاجة الى المزيد من الدراسة والتحديد .
أهداف الاشراف التربوي
أشار العديد من المختصين والباحثين في التربية بشكل عام وفي الاشراف التربوي أهدافا عامة أساسية وأخرى
خاصة تفصيلية ، ويتفق كثير منهم على أن الهدف العام الشامل للإشراف هو (تحسين عملية التعلم والتعليم ) ،كما
يشير بعضهم الى أن الهدف النهائي للإشراف هو (نمو التلاميذ ومن ثم المجتمع ) ويضيف بيرتن وبروكنرهدفين
مهمين أخرين هما :-
(1) تحقيق ضمان استمرارية البرنامج التربوي وإعادة تكييفه خلال فترة طويلة من الزمن .
(2) تطوير بيئات مناسبة للتعليم والتعلم ، كطرق تدريس والجو النفسي و الإجتماعي و المادي والجهود
التربوية المختلفة .
ويشير أخرون الى أربعة أهداف للإشراف التربوي هما :-
(1) تحسين العملية التربوية من خلال القيادة المهنية لكل مديري المدارس ومعلميها .
(2) تقويم عمل المؤسسات التربوية من خلال القيادة المهنية لكل مديري المدارس ومعلميها .
(3) تطوير النمو المهني للمعلمين وتحسين مستوى أدائهم وطرق تدريسهم .
(4) العمل على حسن توجيه الإمكانات البشرية والمادية و حسن استخدامها .
أنواع الإشراف التربوي
هناك أنواع من النشاط تأخذ مكان الاشراف التربوي ، وقد تتسمى باسمه في بعض الأحيان –ولكنها لا
تستحق أن يطلق عليها هذا الاسم ، ولذلك فسوف نعرض عن ذكرها ، لإن الذي يهمنا هو الحديث عن
الاشراف التربوي الجيد ، وستحدث عن أربعة أنواع منه ، هي : -
أ- الإشراف التصحيحي :-
اكتشاف الأخطاء سهل ، والصعب هو إدراك مدى ما يترتب على الخطاء من ضرر فقد يكون بسيطا وقد
يكون جسيما ولكن الانسان اعتاد أن يحسم الأخطاء حين يكتشفها وأن يبرزها في صورة أكبر من حجمها .
ب- الإشراف الوقائي :-
المشرف التربوي اكتسب خبرة حية ، اثناء اشتغاله بالتدريس ، وأثناء زيارته المدرسين ووقوفه على
أساليب تدريسهم ، فهو _لذلك_ قادر على أن يتنبأ بالصعوبات التي يمكن أن تواجه المدرس الجديد .
ج- الإشراف البنائي :-
ليس الاشراف التربوي العثورعلى أخطاء ، ولا هو مجرد لتصحيح لها وما ينبغي للمشرف أن يذكر
الخطأ ، أو يشير اليه ما لم تكن لديه مقترحات لتصحيحه أو يؤدي اتباعها الى علاجه ، أي أن الاشراف التربوي
يجب أن يكون بنائيا .
د- الإشراف الإبداعي :-
الاشراف الابداعي – ويجب أن نعترف من أول الأمر بأنه نادر- هو نوع من الاشراف لا يقتصر على
مجرد انتاج الأحسن ، وتقديم أعلى نوع من النشاط الجمعي ، وإنما يشحذ الهمم ، ويحرك القدرات الخلافة لدى
المشرف ، لتخرج أحسن ما تستطيع في مجال العلاقات الإنسانية .
أنماط الاشراف التربوي
1- النمط السلوطي :
ويقابل التفتيش الاداري التقليدي الذي اختفت صورته في كثير من الأنظمة التعليمية ، ويهتم هذا النمط
السلوطي بالضبط والربط والانصياع الحرفي لأوامر إدارات التعليم وتوجيهاتها .
2-النمط الجماعي :
ويتخذ هذا النمط صورة اللجان الفاحصة ، بمعنى أن المشرفين يشتركون في عملية التقييم كفريق عمل
يزور المدرسة أو المعلم . ويشارك جميع أفراد الفريق في دراسة أوضاع المدرسة أو أحوال المعلم ،
ويقدمون تقريرا موحدا يعكس محصلة نظر الفريق .
إن هذا النوع من الاشراف بالرغم من عدم جدواه من ناحية خدمة العملية التعليمية التعلمية لأنه غير
موجه إلى تنمية المعلم في عمله ، ولكنه أقل سوءا من النمط السلوطي الذي تتأثر نتائجه بنوازع المفتش
الشخصيه ومزاجه الفردي.
3-النمط التشاوري الإرشادي:
وهو نمط الاشراف الذي يستهدف مساعدة المعلمين على النمو في المهنة ومؤازرتهم لتحقيق أهداف عملهم
التعليمي. ويتبنى المشرفون من هذا النمط مبدأ وحدة العمل التربوي وتكامله، ويعتمدون في اسلوب عملهم
على توظيف خبراتهم في خدمة المعلم ومساعدته على تجديد وسائله وطرقه ومعارفه من خلال محاورته
وتقديم القدوة والنموذج، وتوفير فرص النمو دون التقليل من شأن المدرس وقدراته ووجهات نظره.
خصائص (ميزات ) الإشراف التربوي الحديث
قلنا إن الإشراف التربوي قد مرّ في مرحلتين متمايزتين (التقتيش والتوجيه) قبل ان يصل الى ما هو عليه
الآن (الإشراف الديمقراطي الحديث). ففي مرحلة التفتيش التي أفرزتها مدرسة ال‘دارة العلمية، كان الهدف
منه معرفة جوانب الضعف لدى المعلم وعيوبه التدريسيه، ليس من أجل الإصلاح بل من أجل العقاب
والتأنيب.
أما مرحلة التوجبه التربوي، فقد أفرزتها مدرسة الإدارة الإنسانية، التي جاءت نتيجة للبحوث والدراسات
التي أجريت في مجالات الإدارة وعلم النفس وعلم النفس الإجتماعي. وكان الهدف هو تحسين أداء المعلم
بإعتباره محور العملية التوجيهية.
وتأسيسا على ما جائت به الدراسات التربوية منذ الستينات من القرن العشرين الماضي ، في مجالات العلوم
الإنسانية و الاجتماعية ، وتلافيا لكل جوانب القصور التي ظهرت في نمطي الاشراف السابقين ، التفتيش
والتوجيه ، فقد ولد الاشراف الديمقراطي الحديث .
إن هدف الاشراف الديمقراطي الحديث هو تحسين العملية التعليمية التعلمية من خلال دعم المشرف للمعلم
ومساعدته ومشاطرته المسؤولية يدا بيد، على إعتبارأن هذا المعلم عنصر أساسي في العملية الإشرافية ولديه
الرغبة في العمل والتطوير الذاتي، في ظل جو من الطمأنينة والأمن النفسي، والحرية.
الخاتمة :
لقد استعرضنا في هذا المقال بعض المعلومات التي تتعلق بالإشراف التربوي بعد أن وضحنا مفهومه
وأهدافه وبعض أنواعه وأنماطه وخصائصه، وما شمله من مراحل تطور على مر القرون، وكثير من
المفكرين والإداريين الذين طوّروا مفهوم الإشراف في السنوات الأخيره نتيجة الجهود التي سعوا فيها
فأصبح مفهوم الإشراف التربوي هو الأساس في عملية التعلم والتعليم.