بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي من على هذه الأمة الإسلامية بأن جعلها خير أمة أخرجت للناس طالما كانت آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر مؤمنة بالله عز وجل، والحمد لله إذ اختار لهذه الأمة أقوم المناهج، وأسلس السبل، وهداها صراطه المستقيم لتسعد في الدنيا بالسير فيه، وتسعد في الآخرة بجنة الله ورضوانه.
والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أكرم الناس خلقاً، وأعظمهم سياسة وحكماً، وخيرهم تابعاً، وصلاة الله ورضوانه على خلفائه الراشدين الذين ساروا بالإسلام أجمل سيرة ، وبعد،
كلنا يعلم أن الإسلام جاء ليرفع الظلم عن المظلومين ويحق الحق ويبطل الباطل من خلال نشر الإسلام على الأرض بإعلاء كلمة لا اله إلا الله محمدا رسول الله بها تمحي جميع الظلم وتساوي بين البشر وتغسل سواد الظلام وتجلي القلوب وترسي سفينة الضياع على بر الأمان وكان لا بد من قيام الدولة الاسلاميه لتوحد البشر على اختلاف أجناسهم تحت رايه واحد راية الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له .
إن قسطاً كبيراً من التقدم الذي أحرزه المسلمون الأوائل يعود الفضل فيه إلى فكرة النظام والتنظيم التي جاء بها الإسلام، وتفرعت هذه الفكرة إلى شؤون الحياة من عسكرية وزراعية وصناعية وتجارية،وكانت إدارة البلاد إحدى مفردات هذه الفكرة الحضارية وإحدى دعائم التقدم الحضاري في العصر الإسلامي الأول، فلو عدنا وأخذنا بتلك الأسس التي قام عليها النظام الإسلامي بمختلف أشكاله لامتلكنا أحد أهم عوامل التقدم في هذا القرن المتلاطم بالأفكار والاطروحات.
ان شمولية الأحكام في الاسلام ، لانظير لها في القوانين الوضعية التي انحصر اهتمامها على جانب المعاملات فقط، فلم تنظم مسائل العقيدة والأخلاق والعبادات، وحتى في جانب المعاملات فان الاسلام قد نظمها على نحو يميزه عن القوانين الوضعية وغير الاسلامية، اذ الجانب الأخلاقي مراعى فيها، وعليه ، فمن خلال هذا الاتساع تكتسب الادارة في ضوء المنهج الاسلامي، طابعا شموليا فتعنى بمسائل المعاملات والعلاقات، الى جانب عنايتها بقضايا العقيدة والعبادات والفرائض والاخلاق.
لاشك بأن الادارة والقيادة في الاسلام هي مسؤولية ثقيلة يتجافى عنها الكثير من الناس ورعا وتقوى وخوفا من العجز عن أخذها بحقها، فحمل المسؤولية في الاسلام ليس مرتبة يراق من أجلها ماء الوجه، وليست شارة تباع في سبيلها الكرامة، وليست كرسيا يسلك في سبيله كل سبيل ، فالمسؤولية في الاسلام محنة للحكام ، لجسامة حملها وفداحة أعبائها، وفي هذا المقال سأتحدث عن بعض مبادئ الادارة في الاسلام ، التي لو تعمقنا فيها لوجدنا جذورا وأصالة ومفاهيم تسبق ما تطرحه نظريات الادارة المعاصرة ، وتفوق ما تطرحه هذه النظريات.
مفهوم الإدارة في الإسلام:
لقد وردت مفردة اشتقاقية لكلمة ( ادارة ) ، في القرآن الكريم ، عبر قوله تعالى : (( الا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها)) (سورة البقرة 282)
والتفسير العام لسياق الآية الكريمة يؤكد : انه عندما تكون التجارة قائمة على أساس التبادل المباشر ، فان ادارتها بين الناس تعني تعاطيهم اياها يدا بيد فورا ، ولا بأس من التكاتب بشأنها أو عدم التكاتب ، لأنه لا يتوهم حيالها مثلما قد يحصل التوهم في حالة التداير أو الاتفاق بالآجل 0
ويفهم من ذلك ، أن الادارة تصرف عياني واقع وملموس ، يهدف الى اتمام قضايا المعاملات وينظم شؤونها بين الناس ، اتماما فعليا مباشرا على أساس من الحقوق والالتزامات ، بما يقبل التأجيل ولا يحتمل المماطلة أو عدم التراضي ، وهذا هو النص القرآني الوحيد ، الذي ذكر فيه للمفردة ( تديرونها ) والتي تتطابق في كثير من أبعادها ومدلولاتها مع العرف الاداري المعاصر ونظرته العلمية والفلسفية لمفهوم الادارة. (الفهداوي 2004 ص55 )
ويفهم من هذا أيضا : ان الادارة هي جهة أو مجلس يعنى بمعالجة الأمور والقضايا الحاصلة بين الناس ، من خلال الزامهم على أمر ما، أو الزامهم على تركه.
ان المنهج الاسلامي وعلى هذا النحو يقدم مفهوما للادارة ، يتصف بالشمولية والاطلاق بعيدا عن الانحصار المعرفي ازاء التعامل مع المفهوم المجرد للادارة . ومرد ذلك يعزى حقيقة الى سعة المنهج الاسلامي والى شموليته واستيعابه لكافة نواحي الحياة الانسانية ، وهذا بطبيعة الحال هو الذي دفع فقهاء المسلمين وعلمائه على المستوى الفكري والعلمي، الى التحرك في اطار دائرة واسعة جدا من المسميات والمفاهيم المتقاربة والمتماثلة مع مدلول الادارة معنى ومقصودا ، تثبيتا لخصوصية المنهج الاسلامي ، وتوكيدا لروحيته. ( الفهداوي 2004 ص56)
إن المباديء الإدارية التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم هي إيجاد مجتمع فاضل منظم في حكومته وشئون إدارته، وقد حاول النبي إيجاد ذلك أيام كان في مكة،ولكن معارضة قريش له وسوء معاملتهم إياه وأصحابه اضطراه إلى أن يأمر أصحابه بالهجرة، ثم هاجر هو بنفسه إلى المدينة فوجد الجو صالحا لإقامة حكومة ذات أنظمة وقوانين وتعاليم ترعى الدين الجديد وتحميه.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة يمثل السلطتين المدنية والروحية معا، وبعد فتح مكة وانتشار الإسلام خارج المدينة، وامتداد حدود الدولة الجديدة إلى أطراف أخرى، وتَشَكُّل الأقاليم والمقاطعات والولايات الإسلامية اقتضت الحاجة الإدارية الاستعانة بالولاة والأمراء والعمال.
نظَّم الرسول صلى الله عليه وسلم شؤون حكومته الإدارية والديوانية تنظيما كاملا بعد أن استقر أمره بالمدينة وقد اتخذ من المسجد مقرا لحكومته، ففيه كان يجلس الرسول صلى الله عليه وسلم للناس، ويستقبل الوفود ويحكم بينهم، ويفقههم في أمور دينهم، وفيه كان مسكنه في حجرات خاصة.( الصالح 1982).
ابتدأ الرسول صلى الله عليه وسلم التنظيم الإداري من خلال تعيين العمال في الولايات والمدن والقبائل المختلفة لتعليم الناس أحكام القرآن والتفقه في الدين وإقامة الصلاة وجباية أموال الزكاة لإنفاقها على مستحقيها والقضاء بين الناس. فعين عتَّاب بن أسيد واليا على مكة بعد فتحها سنة ثمانٍ للهجرة وهو دون العشرين من العمر وفرض له راتبا شهريا قدره ثلاثون درهم، فكان ذلك أول راتب خصص للعمال والولاة كما ولَّى الرسول (صلى الله عليه وسلم ) الحارث بن نوفل الهاشمي بعض أعمال مكة، وعيّن أبا بكر الصديق بعد غزوة حنين.
كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل ولاة في شبه الجزيرة العربية فكان منهم عتاب بن أسيد الذي استعمله على مكة، ومعاذ بن جبل الذي أرسله قاضيا على اليمن.
ورغم البساطة التي تتسم بها الإدارة الإسلامية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنها وضعت للمجتمع الإسلامي نواة التنظيم الإداري الذي سار عليه الخلفاء الراشدون الذين أضافوا إلى هذا التنظيم ما وجدوه ضروري، وما أملته ظروف حياتهم، وما اجتهدوا فيه من أجل خدمة مصالح الأمة.
أما النظام الإداري للدولة الإسلامية في عهدالصديق رضي الله عنه فهو امتداد للنظام الإداري في عهد النبوة، إلا أن بعض عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوا أن يعملوا لغيره، ومع ذلك فقد صار الصديق على النهج الذي عايشه في عصر النبوة، كما اتخذ الفاروق وعثمان بن عفان رضي الله عنهما وزيرين له، وتولى له الفاروق عمر رضي الله عنه - بالإضافة إلى ذلك - القضاء، وقام أبو عبيدة بن الجراح على بيت المال.
وفي عصر الفاروق رضي الله عنه شهد النظام الإداري نقلة حضارية كبرى تمثلت في مدى اهتمام الخليفة وعنايته الفائقة بالنظم الإدارية، ففي عهده رسخت التقاليد الإدارية الإسلامية. ويقول الطبري: في هذه السنة 15 هـ - 636 م فرض عمر للمسلمين الفروض ودوَّن الدواوين، وأعطى العطايا على السابقة. وهذا يؤكد مرونة العقلية الإسلامية وقبولها لتطوير نفسه، وتمثل هذا في اهتمام الفاروق رضي الله عنه بتنظيم الدولة الإسلامية إداريا، وخاصة أن الفتوحات الإسلامية قد أدت إلى امتداد رقعة الدولة الإسلامية في عهده، ففصل السلطة التنفيذية عن السلطة التشريعية وأكد استقلال القضاء، كما اهتم بأمر الأمصار والأقاليم ووطد العلاقة بين العاصمة المركزية والولاة والعمال في أجزاء الدولة الإسلامية. ( الصالح 1982)
وفي عصر عثمان بن عفان رضي الله عنه شهدت المدينة تطورات إدارية محدودة وإن كانت على درجة من الأهمية، فقد تحول العسس الذي كان في العهود السابقة إلى نظام له أصول وقواعد ومهام محددة هو نظام الشرطة، ومع ذلك يمكن القول: إن الأوضاع الإدارية سارت على ما كانت عليه في عهد الفاروق، وربما يرجع السبب في محدودية الإضافة للنظم الإدارية في المدينة إلى اضطراب الأقاليم والظروف السياسية التي مرت بها الدولة الإسلامية مما أعاق خليفة المسلمين عن إحداث تطورات جذرية فيها بشكل يتناسب مع المدة التي قضاها ذو النورين خليفة للمسلمين.
وكذلك كانت الأحوال في عصر علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وقد كان شديدا في الحق يعدل في الرعية، وعرف عنه أنه كان يقسم ما في بيت المال لا يترك فيه شيئ، من ذلك ما فعل بعد بيعة أهل البصرة حيث نظر في بيت مالها فإذا فيه ستمائة ألف وزيادة، فقسمها على من شهد معه الوقعة .( الصالح 1982)
ومن مبادئ الادارة الاسلامية:
1- مبدأ الشورى:
مما لا شك فيه أن الإسلام اهتم بكل حياة الإنسان وجوانبها من أمور اقتصادية واجتماعيه وصحية وسياسية وخلافه ،ومن أهم المبادئ السياسية التي أقرها الإسلام مبدأ الشورى فقد قال تعالى( : وأمرهم شورى بينهم) والوصف يعود على المسلمين وقد أمر الله عز وجل رسوله الكريم بالشورى فقد قال تعالى (: وشاورهم في الأمر) ورغم أن النبي صلي الله عليه وسلم كان أكمل الناس عقلاً ورأيه من السماء لقوله تعالى(: وما ينطق عن الهوى ) ألا أنه كان يكثر من استشارة صحابته ليعلم من يأتي بعده المشورة ويكون قدوة في تنفيذ أوامر الله والتي أكدها الرسول قولاً وفعلاً.
الشورى مبدأ تكويني في النظام التشريعي والسياسي الإسلامي، وهي خصيصة من الخصائص التي ينبغي أن تتميز بها الأمة المسلمة، وقد كانت الشورى منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في السياسة والحكم، وَقَالَ: لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ يَلْبَسُ لأْمَتَهُ فَيَضَعُهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ. (عتيق 2007)
ثم إن الولاية العامة من أعظم فرائض الدين، والشورى سبيلها بالنص، ومن المقرر شرعاً أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وهي أساس مشروعية الولاية العامة ولزومها.. وأما في الاجتهاد التشريعي فإن الشورى مبدأ غايته تحقيق (التعاون) بين جهاز الحكم وممثلي الأمة من أهل الحل والعقد، والتعاون واجب بالنص رعاية لشؤون الأمة وتحقيقاً لمصالحها وتمكيناً لهيبتها وإقامة لشرع الله فيها.
ولكن هناك أموراً أخرى من أمور الشورى قد يعرضها إمام المسلمين للمشاورة ويكون الحق فيها معلوماً بالنص عند بعض الناس، وهذا مثاله الحادثة المشهورة في مشاورة عمر بن الخطاب للمسلمين في دخوله ومن معه أرض الشام بعد أن وقع بها الطاعون، فإن أبا عبيدة بن الجراح قال لعمر: ما أرى أن ترجع بل أنت قادم لأمر لا بد من نفاذه ثم أنفر من قضاء الله!؟ ولكن آخرين وجدوا المصلحة في غير ذلك وقالوا: يا أمير المؤمنين، ارجع بمن معك، ولا تقدمهم على هذا الوباء فتعرض نفسك ومن معك للخطر!!
فشاور عمر المهاجرين أولا ثم الأنصار فلم يختلف عليه اثنان أن يجب عليه الرجوع فقال لأبي عبيدة: يا أبا عبيدة، نفر من قضاء الله إلى قضاء الله! ثم جاء عبدالرحمن بن عوف -وكان غائباً- فلما علم بذلك قال: عندي في ذلك علم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله: [إذا وقع الطاعون بأرض فلا تدخلوها ولا تخرجوا منها] فانحسم الأمر وعرف الحق المقطوع به وليس المظنون لأن مستنده نص ظاهر جلي، ولو علمه عمر أولاً ما استشار الناس في هذا الأمر، ولو علمه أبو عبيدة قبل هذا ما قال لعمر: كيف تفر من قضاء الله؟!
والمقصود بهذه الأمثلة بيان أن بعض أمور الشورى قد يتوصل إلى الحق فيها إذا كان هناك دليل ظاهر جلي وليس هناك دليل مخالف له أو معارض، والبعض الآخر لا يمكن القطع فيه بالحق والخير والمصلحة قبل حدوثه.
( عتيق 2007)
2-مبدأ تشاركية المسؤولية:
يمارس كل فرد منّا من ذكر و أنثى في مجتمعه مجموعة من المسؤوليات التي يفرضها عليه مكان وجوده وقدراته ،ومقدار معرفة الفرد لمسؤولياته وفهمه لها ، ثم حِرصه على تحقيق المصلحة و الفائدة المرجوة منها ، يجعل المجتمع متعاوناً فعالاً تسوده مشاعر الانسجام و المودة بين أفراده.
عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال :سمعت الرسول محمد يقول: " كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته؛ الإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته ، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤولٌ عن رعيته ، و المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤولٌ عن رعيته وكلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته ."
الحاكم هو صاحب الولاية العامة على شؤون الناس عامة ، المكلف منهم بتطبيق شرع الله و تنفيذ أحكامة و الالتزام بها، والادارة الاسلامية لاتؤمن بدكتاتورية القائد ، فالقائد لايعتير المسؤول الوحيد ، بل الكل مسؤول ، والمسؤولية في الاسلام تشاركية منتشرة وليست حكرا على أحد ، فالكل بغض النظر عن موقعه ، يتحمل قسطا من المسؤولية .
فالرجل راع لأهله ومسؤول عنهم، كما أن الإسلام اهتم بالأسرة اهتماماً بالغاً ، وحرص على استقرارها و استمرارها ، فلأسرة هي أساس بناء المجتمع وتماسكه،واهتم الإسلام بالمرأة اهتمامه للرجل فحدد لها نطاق مسؤولياتها في الأسرة بما يتفق وبنائها الجسمي و العاطفي الذي لابد له من أن تظهر آثاره على أسرتها وبيتها ،وكل عامل مؤتمن على العمل الذي يقوم به ، ومطالب بحسن إدارته و السعي في تحقيق صلاحه. (
www.djelfa.info)3- مبدأ تفويض السلطات والصلاحيات:
التفويض: هو نشاط إداري محفز للعمل، وتأتي الحاجة إليه عندما لا يستطيع المدير أن ينفذ كل الأعمال بنفسه، وحجر الأساس في التفويض هو تفويض جزء من سلطتك إلى شخص آخر، وهذا كافٍ لجعلك تتخوف من عملية التفويض.
أن السلطة تفوض والمسئولية لا تفوض . ومنه تنشأ سلسلة مستمرة ومتدرجة من تفويض السلطة دون أن يفقد أي مستوى، قام بالتفويض مسئوليته أمام المستوى الأعلى الذي قام بتفويضه، ولعل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يحدد في إيجاز بليغ جوهر هذه المبادئ حينما يقرر "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ..." ثم عدد أنواعاً متنوعة من المسئوليات التي لا تتم إلا بناء على تفويض السلطة.
تفويض السلطــة:
مفهوم التفويض: إنها العملية التي تستخدم لمنح صلاحيات معينة لمختلف مستويات النظام الإدارية، وتحديد الإطار الذي يمكن لكل منهم العمل فيه، وذلك لتسيير عملية اتخاذ القرار عند مستواه الأنسب، فالتفويض يتضمن تعيين مهام للمرؤوسين ومنهم السلطة اللازمة لممارسة هذه المهام ، مع استعداد المرؤوسين لتحمل تبعات المسؤولية لأداء مقبول لهذه المهام "هو إسناد المدير بعض الصلاحيات إلى غيره، ومن بينهم مرؤوسيه، على أن يتخذ التدابير والوسائل الكفيلة لمساءلتهم ومحاسبتهم عن نتائجها بحيث يضمن ممارستهم لتلك الاختصاصات على الوجه الذي يجده مناسباً بصفته المسؤول عنها".
سبب تفويض السلطة:-
إن أي شخص مهما بلغت قدراته وطاقاته وإمكانياته لا يستطيع القيام بمجموعة أعمال لوحده وبدرجة عالية من الإتقان، وخصوصاً إذا تعلق هذا العمل في مؤسسات واسعه ومعقدة، وإذا كان الأمر كذلك فان المؤسسة التربوية تعتبر من المؤسسات المعقدة لأنها تتعامل مع نفسيات بشريه متعددة ومعقدة، لذا يمكن القول أن المدير القائد التربوي أو مدير المدرسة لا يستطيع أن يقوم (بالأعمال الإدارية والفنية) دون الاستعانة والاستفادة بقدرات وعقول العاملين معه. لأنه من خلال تفويض السلطة يستطيع المدير أن يكشف المواهب المتعددة في مدرسته أو يستطيع تهيئة الفرص أمام الذين يتهيأ ون للقيادة في المستقبل ويعزز روح المسؤولية بين أعضاء هيئة التدريس مما ينعكس إيجاباً على العلاقات بين المدير والمعلمين وبين المعلمين وطلبتهم.
مزايا التفويض :-
يحقق التفويض بالنسبة للمؤسسة التي يجري فيها مزايا كثيرة منها:
1-تحقيق أكبر عائد ممكن بالنسبة للمرفق الذي تتم فيه عملية التفويض. فالعمل الإداري مع التفويض يتم تحقيقه بأقل تكلفة ممكنة، فهو من ناحية يوفر وقتا على كل المستويات الإدارية التي يفوض إليها من حيث انه يحقق سرعة أداء العمل الإداري ، ويحقق المرونة الإدارية والتكيف مع الظروف المختلفة وينمي روح المبادرة لدى العاملين. ومن ناحية أخرى يحقق التفويض أفكاراً جديدة فهو يهيئ مجالا أوسع للتفكير حيث يشارك أكثر من مستوى في إنجاز العمل، فيتم بصورة جماعية، وهذا يؤدي إلى حسن النتائج.
2- إعداد قادة المستقبل: يحقق التفويض إعداد كادر القادة في المستقبل على كل مستوى، وذلك بقصد من تفوض أليهم السلطة على التفكير الموضوعي والمقارنة ورؤية النتائج، كما أنه يسمح أيضا باختيار رؤساء المستقبل بإجراء الاختبار المناسب للوظيفة بعد تجربة عملية.
3-توفير مناخ مناسب للعمل: تخلق عملية التفويض جوا مناسبا للعمل داخل المنظمة ، لأن العامل لم يعد يحس عملية الانفصال بينه وبين رؤسائه، وستتولد لديه الثقة بأنه يحقق هدفاً عاماً، إذ يضع كل فرد في المنظمة حجراً في مبناها.
4-الإنصاف والعدالة الاجتماعية: يعتبر التفويض عاملا من عوامل تحقيق العدالة الاجتماعية، إذا تصبح الصلاحيات بفضله ديمقراطية وإنسانية.
4-مبدأ سياسة الباب المفتوح:
ومن المعروف أن سياسة الباب المفتوح من الأدوات عالية الفاعلية للرقابة والتطوير وأكتشاف أماكن القصور والخلل لأنها إحتكاك مباشر مع الآخرين والاسلام والدوله الاسلاميه هي خير مثال على سياسة الباب المفتوح اذ ان الاسلام كما نعلم جاء ليعطي المجال للناس سواء في ابداء رأيهم ، أو ان يجدو من يستمع لهم دون ان يشعروا أن هناك حواجز بينهم وبين الذين اكبر منهم مسؤولية، لا لقد كانوا يشعرون بالقوه عندما يقفون امام المسؤول لما كان هناك من مساواة ومن رفق فلا يجب على المسؤول ان يغلق بابه في وجه المحتاجين اليه ومن وصايا عمر رضي الله عنه لاحد ولاته
افتح لهم بابك ، وباشر امورهم بنفسك، فانما انت رجل منهم ، غير ان الله جعلك اثقلهم حملا ). (
www.djelfa.info)5-مبدأ العلاقات الانسانية :
جاء الإسلام ليجمع القلب إلى القلب، ويضم الصف إلى الصف،مستهدفاً إقامة كيان موحّد،ومتّقياً عوامل الفرقة والضعف،وأسباب الفشل والهزيمة؛ليكون لهذا الكيان الموحّد القدرة على تحقيق الغايات السامية،والمقاصد النبيلة لذا من اهم مبادئ الدوله الاسلاميه كانت علاقات افراده الانسانيه حيث قامت العلاقه في هذا المجتمع على المحبه والالفه والانسانيه والسماحه ولم تقم على مبدأ اللهم نفسي ،لا الكل للبعض والبعض للكل علاقه تشابكيه متينه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان،يشد بعضه بعضاً).
وطبيعة الإيمان تجمع ولا تفرق،وتوحد ولا تشتت والمؤمن قوة لأخيه.
مفهوم العلاقات الإنسانية:
العلاقات الأنسانيه تعني جميع الصفات التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية ، وهي بذلكم تعبر عن جملة التفاعلات بين الناس سواء كانت إيجابية كالاحترام ، والتواضع ، والتسامح ، والرفق ام سلبية كالتكبر، والظلم ، والجور، والقسوة.
عرف الشلالده(1401هـ) العلاقات الإنسانية بأنها ( المعاملة الطيبة التي تقوم على الفضائل الأخلاقية والقيم الإنسانية السوية التي تستمد مبادئها من تعاليم الأديان السماوية وترتكز على التبصر والإقناع والتشويق القائم على الحقائق المدعمة بالأسانيد العلمية وتجافي التضليل والخداع بكافة مظاهره وأساليبه ) ص22 وعرفها الضحيان ( بأنها سلوك مثالي من القائد أو المشرف مع من تحت إشرافه من حيث المعاملة الحسنة لما يحقق الأهداف المشتركة للإدارة والأفراد العاملين ) ص160
وفى المجال التربوي:
هو ذلك الجو الانفعالي الإجابة المبني على المعاملة الطيبة والأخلاق والقيم الإسلامية والاحترام وتقدير المسؤلية والتعاون والمساواة والعدل والصدق والأمانة والمحبة والألفة والتدريب المتمثل في سلوك المشرفة وتفاعلها مع من تعمل معهن في المجال التربوي لمنحهن الثقة والدافعية لتحقيق العمل التكاملي والأهداف المنشودة من التربية .
أسس العلاقات الإنسانية:
1- إيمان المشرفة التربوية بقيمة كل معلمة وإحترامها وبأن لكل معلمة قدراتها الخاصة
2- احترام رغبات المعلمات وإعطائهن الفرصة للمشاركة بالرأي واتخاذ القرارات في ما يتعلق بالمواقف التربوية في الحياة العملية .
3- تشجيع العمل الجماعي التعاون بين المعلمات
4-العدل والمساواة في معاملة المعلمات ومراعاة الفروق الفردية بينهن .
5- العمل على النمو المهني والتربوي والتخصصي لكل من المشرفة ومعلماتها عن طريق الإطلاع ،وتبادل الزيارات، والندوات ، والاجتماعات ، والورش التعليمية ، والمؤتمرات والدورات التربوية والتخصصية فمن خلالها يتم اكتساب المعرفة والسلوكيات ، وتنمو العلاقات الإنسانية بالممارسة الفعلية.
أهداف العلاقات الإنسانية :
1-تحقيق التعاون بين العاملين في المجتمع الواحد وتعزيز الصلات الودية والتفاهم الوثيق وتقوية الثقة المتبادلة .
2- زيادة الإنتاج وهي نتيجة مترتبة على زيادة التعاون .
3- إشباع حاجات الأفراد الاقتصادية والاجتماعية والنفسية وتحقيق أهداف التنظيم الذي يعملون فيه.
4- رفع الروح المعنوية بين أفراد المؤسسة التربوية ومن ثم يتوافر الجو النفسي العام لصالح العمل والإنتاج. (
www.multka.net)6- مبدأ القدوة الحسنة:
مفهوم القدوة الحسنة :
القدوة : هي الحالة التي يكون الإنسان عليها في اتباع غيره إن حسناً وإن قبحاً ، وإن ساراً وإن ضاراً ، ولهذا قال تعالى :
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ).
والأسوة أو القدوة نوعان : أسوة حسنة وأسوة سيئة ، فالأسوة الحسنة الأسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وأما الأسوة بغيره إذا خالفه فهي أسوة سيئة ، كقول المشركين حين دعتهم الرسل للتأسي بهم ( بل قالوا إنا وجدنا ءاباءنا على أمة وإنا على إثرهم مهتدون ).
والمقصود هنا أن يكون الداعية المسلم قدوة صالحة فيما يدعو إليه فلا يناقض قوله فعله ، ولا فعله قوله.
أهمية القدوة الحسنة :
ويكن إجمال أهمية القدوة الحسنة في الأمور التالية :
1- إن المثال الحي والقدوة الصالحة يثير في نفس البصير العاقل قدراً كبيراً من الاستحسان والإعجاب والتقدير والمحبة ، فيميل إلى الخير ، ويتطلع إلى مراتب الكمال ويأخذ يحاول يعمل مثله حتى يحتل درجة الكمال والاستقامة.
2- إن القدوة الحسنة المتحلية بالفضائل تعطي الآخرين قناعة بأن بلوغ هذه الفضائل والأعمال الصالحة من الأمور الممكنة التي هي في متناول القدرات الإنسانية وشاهد الحال أقوى من شاهد المقال.
3- إن الأتباع والمدعوين الذين يربيهم ويدعوهم الداعية ينظرون إليه نظرة دقيقة دون أن يعلم هو أنه تحت رقابة مجهرية ، فرب عمل يقوم به من المخالفات لا يلقي له بالا يكون في نظرهم من الكبائر ، لأنهم يعدونه قدوة لهم.
4- الفعل أبلغ من القول إن مستويات الفهم للكلام عند الناس تتفاوت ، ولكن الجميع يستوون أمام الرؤية بالعين المجردة ، وذلك أيسر في إيصال المفاهيم التي يريد الداعية إيصالها للناس المقتدين به.
5- إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر الدعاة من المخالفة لما يقولون ، فبين صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف حال الدعاة الذين يأمرون الناس وينهونهم وينسون أنفسهم ، قال : (( أتيت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار ، كلما قرضت وفت ، فقلت ياجبريل من هؤلاء؟ قال : خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون ، ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون به )) ، ولا يقتصر الخطر على الداعية وعلى دينه بل يتعدى إلى كل من يدعوهم . فليحتاط الداعية لهذا الأمر المهم ، ويراقب أفعاله وأقواله .. وليُري الله تعالى من نفسه خيرا .
6- إن جميه الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلى آخرهم كانوا قدوة حسنة لأقوامهم ، وهذا يدل على عِطم وأهمية القدوة الحسنة ، ولهذا قال شعيب عليه السلام لقومه : [ وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ]. (
www.multka.net)7- مبدأ العدالة :
تقوم الإدارة في الإسلام على مبدأ (قاعدة) العدالة بين الجميع دون مراعاة للفروق الاقتصادية أو اللونية أو الجنسية، والتمييز يقوم على أساس التقوى، والعلم، والعمل الصالح، وأداء الواجب الشرعي.
يقول الله تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ( الحجرات : 13 ) .
ومن الآيات القرآنية التي وردت في الحث على العدالة كثيرة ومن تلك الآيات قوله تعالى : (إن الله يأمركم أن تؤذوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) (النساء : 57).
كما تتمثل العدالة في الإسلام في إسناد الأعمال والمهام المناسبة لقدرات الفرد واستعداداته وعدم تكليفه فوق طاقته، فقد قال سبحانه وتعالى (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) (البقرة : 286).
الاسلام دين جاء لينقذ البشريه من الضلال يجب ان نحسد انفسنا على ذلك لان الاسلام جاء ليريحنا من همومنا ويرفع عنا التعب والذل كل من دخل الاسلام يخرج من حياة الذل ويدخل حياة الكرامه كل انسان بعيد عن الدين الاسلامي لا يحس براحه نفسيه فهو بعيد كل البعد عن الرابط الالهي وعن معرفة الله وعن ما يستطيعه الله ويقدر عليه وما يقدر ان يفعله به لذا جاء الاسلام لينير طريق الظلام التي يتخبط بها الضالين عن هداه وكما تعرضت له سابقا وتكوينات الدوله الاسلاميه وكيف عملت لترتب حياة المسلمين وتخرجهم من حياة الذل وتعطي لكل انسان حقه، لذا الاداره في الاسلام شيئ بالغ الاهميه اذ بهذه المبادئ قويت الدوله الاسلاميه وتجذرت الى يومنا هذا.
(
www.djelfa.info)ومن وجهة نظري ، فانني أرى بأن الادارة التي أسس القرآن الكريم لطبيعة أعمالها، ولدواعي أهدافها، وفصل لها في الواجبات والمسؤوليات، ومدها بالوسائل ، وضمن لها النهج الصحيح في بلوغ الأهداف ، كل هذا بالتالي يجعل منها ادارة تتمتع بخصائص متميزة، يمكن للمعنيين في شؤونها ، أن ينطلقوا منها واستنادا اليها ، في معرفتهم وتحليلاتهم لمسيرة الادارة الاسلامية عبر عصورها ، وفي اجراء المقارنات الادارية التحليلية لمدى التفاوت والتشابه بين الادارة الوضعية والادارة الاسلامية، ذات المرجعية المختلفة والتي تتجاوز وتترفع عن أخطاء العقل والاجتهادات البشرية والفكرية، التي قد لا تحقق الصواب ، فيما تخطه من النظريات والأفكار .
فالادارة الاسلامية ،أثبتت ضرورتها المجتمعة للناس، وأسهمت في بناء المجتمع الاسلامي بناء خلاقا وجوهريا.
فالادارة الاسلامية هي ادارة متميزة وذات خصوصية منفردة ، انها ادارة مؤمنة موحدة ملتزمة بأوامر الخالق تعالى ونواهيه، كما أنها ادارة شورية ، لا تغالي في الاستبدادية ، وتختار القرارات اليسيرة التي يمكن للرعية وللمرؤوسين تنفيذها دون مشقة، والادارة الاسلامية هي ادارة متعاونة وغير متعالية على الرعية ، ومتفهمة لحاجاتهم ، وحريصة على الاستمرار معهم في سبيل استدامة نشاطاتها استحصالا للخير لهم ، ودعما لما يحقق حاجاتهم المشروعة ، بصورة واضحة وفاعلة.
وهي تعطي المسؤولية حقها في الاداء والمراقبة والاشراف ومحاسبة الذات والاتقان في تقديم المنفعة ، وبما فيه مصلحة مرجوة، تعزز من قيمة الاسلام بين الناس والادارة ، فالإسلام قد عالج جميع قضايا الإنسان، ووضع الحلول الحاسمة لجميع مشكلاته وأزماته وكان من أهم ما عُني به القضايا السياسية والإدارية العامة؛ لأنها ترتبط بحياة المسلمين ومصيرهم، فوضع لها القواعد والأسس العامة ولم يتعرض للتفاصيل الشكلية.
وتعد هذه ميزة متفردة للإسلام، وبهذا تكون الإدارة في الإسلام قابلة لأن تأخذ أشكالاً كثيرة تبعاً لاختلاف الأحوال وتبدل الأطوار الاجتماعية المتعاقبة.
إن قسطاً كبيراً من التقدم الذي أحرزه المسلمون الأوائل يعود الفضل فيه إلى فكرة النظام والتنظيم التي جاء بها الإسلام، وتفرعت هذه الفكرة إلى شؤون الحياة من عسكرية وزراعية وصناعية وتجارية،وكانت إدارة البلاد إحدى مفردات هذه الفكرة الحضارية وإحدى دعائم التقدم الحضاري في العصر الإسلامي الأول، فلو عدنا وأخذنا بتلك الأسس التي قام عليها النظام الإسلامي بمختلف أشكاله لامتلكنا أحد أهم عوامل التقدم في هذا القرن المتلاطم بالأفكار والاطروحات.
المصادر والمراجع:
1- د.صبحي الصالح، (1982)، النظم الإسلامية نشأتها وتطورها، دار العلم للملايين، ط6، بيروت.
2- د.فهمي خليفة الفهداوي، (2004)، الإدارة في الإسلام، المنهجية والتطبيق والقواعد، دار المسيرة للنشر والتوزيع، ط2،عمان .
3- نزار أحمد علي عتيق،(2007)،مبدأ الشورى قواعده وضماناته،دار الوفاء للطباعة والنشر،ط1،عمان.
4- الانترنت:
www.djelfa.info ،
www.multka.net المساق: مبادئ الإدارة والإشراف التربوي
أ. فاطمة عيدة
مبادئ الإدارة في الإسلام
اسم الطالبة: أسماء إبراهيم محمود الحسني
الرقم الجامعي: 20710100
مع خالص تحياتي وأتمنى أن ينال اعجابكم