هل تغيرت الوسائل التعليمية في مدارسنا ؟
بإشراف المربية : ألاء إسماعيل أبو كتة
أ . فاطمة عيدة . 20810735
جامعة الخليل لغة إنجليزية
مسألة تجذب الانتباه عند النظر إلى التعليم في مدارسنا اليوم. فما هو المقصود بالوسيلة التعليمية ؟ وما هي أنواع الوسائل التعليمية ؟ ما هي أهدفها ؟
يرتكز التعليم الفعال اليوم على تكوين مفاهيم دقيقة عند المتعلم ،وبعض المتعلمين يعاني من صعوبات جمة في استيعاب المادة التعليمية . لذلك كانت هذه الصعوبات محط أنظار التربويين .
عرف الكثير منهم الوسيلة التعليمية: بأنها أداة أو مادة يستعملها المتعلم في عملية التعلم، واكتساب الخبرات. وإدراك المبادئ بسرعة، وتطوير ما يكتسب من معارف بنجاح.ويستعملها المعلم ليتسر له جواً مناسباً يستطيع فيه العمل بأنجح الأساليب، وأحدث الطرائق للوصول بطلبته إلى الحقائق، والعلم الصحيح، والتربية في اقصر وقت وبأقل تكلفة ممكنة.
الوسائل التعليمية تقسم إلى وسائل بصرية وسمعية. (د. علم الدين الخطيب أساسيات طرق التدريس 2007 )
فالوسائل التعليمية البصرية: وسائل تساعد المتعلم في اكتساب المعارف والمهارات، لأن الوسيلة الواحدة قد تثير أكثر من حاسة واحدة في اكتساب معرفة ما. ويمد الإحساس البصري المتعلم بأكثر خبراته الحسية. ويقدر بعض النفسيين أن 90% على الأقل من انطباعات الفرد تصل إليه عن طريق العين، كما أنه يفكر في المعاني التي يحصلها عن طريق الحواس الأخرى، في صورة بصرية. واستخدمت الموارد البصرية في التدريس قديماً وتم الاهتمام بها حديثاً من الأمثلة على المواد التعليمية البصرية: الصور، الشرائح، الرسومات التي تحويها الكتب، والخرائط والرسومات التوضيحية والبيانية وذوات الأشياء والنماذج والعينات. وتذكر أحياناً التمثيليات والتجارب والرحلات المدرسية العملية واللوحات المختلفة. وللمواد التعليمية البصرية فائدة كبيرة تعين الطالب على رؤية ما تحويه الكتب من معلومات، كما أنها تزيد من معارفه، وتساعد على رؤية العلاقات الصحيحة بين الحقائق المأخوذة عن الكتب، واستخدام المواد البصرية استخداماً سليماً يعيش الطالب حياة واقعية، عن طريق المشاهدة. فالانطباع الذي يؤخذ عن طريق حاسة البصر (العين ) يجعل الصورة الذهنية أكثر دواماً وتشجع التفكير وتعمل على تنشيط الذاكرة وسرعة التركيز والاستيعاب ويورد (د. عبد الحميد فايد، رائد التربية العامة وأصول التدريس، ( 1975) ص64 – ص65)
الحدس من أهم الوسائل التي تساعد المدرس في إعانة عقل الطالب على فهم المادة العلمية والوسائل الحدسية، الحسية منها، أو الذهنية، أو الخلقية، فالحدس: هو المعرفة المباشرة للأشياء دون جدل عقلي، وهو إدراك بديهي للحقائق وتقدير سريع لما يعرض أمام أنظار التلاميذ، من أشياء وأعمال، فعلى المدرس أن يستخدم وسائل الحدس، لحمل العقل على إدراك حقيقة الأشياء المعروضة أمام التلاميذ أو التعليل.
أفضل الدروس عموماً . هي التي تستخدم الأشياء ذاتها أو صورها . والشيء نفسه هو أحسن وسيلة للتفهيم ولتوليد الحدس .وإذا تعذر إحضار الشيء ، فنموذج مجسم عنه يحل محله، وإلا فالرسوم والصور الممثلة للأشياء المدروسة، هي التي تعنينا على تمثيل الشيء أمام التلاميذ ، مع العلم أن تصوير الشيء على اللوح جزءاً جزءاً بعد عرض صورته المجملة. أولا، أولى من عرض الصورة المستحضرة وحدها، لأن الصورة عندما ترسم مجزأة على اللوح، تستجلب أنظار التلاميذ وتؤثر في أذهانهم، ويدركون تفاصيلها، أكثر مما لو عرضت كاملة، لأن الصورة الكاملة تحتاج إلى تدقيق وتحليل بينما الصورة التي ترسم تدريجياً، لا تحتاج إلى ذلك، لذلك يجب أن تتوفر أجهزة العرض السينمائي والشرائح والمواد وجهاز العرض (Projecter) والملصقات والخرائط والكرات الأرضية والنماذج والعينات .
أما الوسائل التعليمية السمعية حسب ما ورد في كتاب ( د. فكري حسن ريان، التدريس، (1999)، ص243 – ص247 ) إن اكتساب الفهم والمعنى عن طريق الحواس أمر أساسي للتعلم، وتؤدي طرق التعلم التي تستغل الأذن والعين واللمس إلى تعلم أكثر فاعلية، وأكثر دواماً من التعليم الذي يتم عن طريق حاسة واحدة .ولهذا فإن استخدام المواد السمعية لتكمل وسائل التعليم الأخرى يبين الجهد الذي يبذله المدرسون لمعاونة التلاميذ على فهم المواد التي يدرسونها فهماً أوضح .
ومن الأمثلة على الوسائل التعليمية السمعية : الإذاعة المدرسية ، وبرامج المذياع التي تنمي اهتمامات قيمة وتخلق اتجاهات سليمة وتغذي دراسة بعض المواد والتلفاز ببرامجه ، والكمبيوتر ، والمكتبة المدرسية .
كل ما ذكرته سابقا هو الوسائل التعليمية المثالية من أجل تعلم شامل كامل . ولكن مدارسنا اليوم تفتقد الكثير بل أهمها نتيجة لسوء التخطيط للمؤسسة الاجتماعية البحتة . ( المدرسة ) . أهم هذه الوسائل المذياع والتلفاز الذي يقدم برامج تعليمية من المقرر الدراسي ، لأنها وسائل تثقيفية عالمية ، اعتمدتها الحكومات وهيأت لها البرامج الإعلامية ، وأخذت كثير من الدول تدخل في برامجها إذاعات مدرسية موجهة ، تفيد المدارس إلى حد كبير . لذا يجب على الدولة تنظيم إذاعات مدرسية خاصة بالعملية التربوية يسبقها صدور مجلة خاصة ، تحدد أنواع هذه الإذاعات والدروس التي يجب أن تطابق أوقات البث الإذاعي وأن يكون المدرس قد حضر نفسه ، لتلقي هذه الإذاعة ، كما يحضر دروسه تماماً . يستطيع معاونة التلاميذ على فهم ما لا يلقى بواسطة المذياع أما خارج أوقات الدروس ، فللإذاعات الصباحية قبل بدء الدروس فائدة كبيرة ، لسماح الدروس الأخلاقية والحكم والنصائح والإرشادات والأناشيد الوطنية ، وكذلك أثناء الفسح النهارية من خلال الاحتفالات البسيطة بالطلبة المتفوقين تشجيعا لهم ولغيرهم .
وقد وضح (د.فخري حسن ريان) أن اختيار المواد التعليمية البصرية: إذا ظهر للمدرس أن المواد البصرية تفيد في تحقيق غرض نافع في وقت معين في حجرة الدراسة، وجب عليه أن يقرأ أي نوع من تلك المواد ينبغي استخدامه، ويتوقف ذلك على عدة عوامل، كما أن هناك معاير لاختيار النوع المناسب من تلك المواد، ومن بين العوامل التي يجب أن تأخذ في الاعتبار عند اختيار نوع المادة البصرية التي تستخدم، ما يلي:
1- مدى قابلية المادة البصرية للتعديل والتكيف مع أهداف المقرر الدراسي ومشكلاته فإذا كان الهدف هو فهمة عملية تتضمن حركة ما، فالفلم السينمائي يعتبر بصفة خاصة مناسبا لذلك، والتوضيح العملي ضروري في دراسة العلوم الطبيعية، وكذلك الرحلات في دراسة على الأحياء لملاحظة حياة الحيوان والنبات في بيئتها الطبيعية، وتفيد الخرائط والكرة الأرضية في تكوين مفاهيم دقيقة للعلاقة بين الأماكن.
2- أهمية الأنواع المختلفة من المواد البصرية، ولقد أجريت كثير من البحوثات التربوية، للوقوف على ما لكل نوع من أنواع المعينات البصرية من قيمة، فالأنواع المختلفة للمواد البصرية تحقق أغراضا مختلفة، ويتم تقدير نوع المادة التي تستخدم في ضوء أفضليتها على غيرها، بالنسبة للموقف المعين.
3- التنويع والتوازن بين المواد، إذ لا تتساوى أنواع المواد البصرية المختلفة في فاعليتها في مختلف أنواع النشاط في حجرة الدراسة، فالصورة الفوتوغرافية مثلا تناسب الدراسة التي يقوم بها التلميذ كفرد، أما الصور التي تعرض بالأجهزة فتكون أفضل بالنسبة للنشاط الجماعي، ويعين تنوع الوسائل البصرية على تغذية الاهتمامات المختلفة، أكثر مما تفعله وسيلة واحدة، فالنموذج قد يثير اهتمام تلميذ معين، على حين يروق الفلم السينمائي لتلميذ آخر، ويجب أن يتم اختيار المواد على أساس موضوعي؛ حتى لا يقتصر على الأنواع التي يميل إليها المدرس، أو مجموعة التلاميذ بصفة خاصة.
4- توافر المواد، وتكاليفها، والوقت اللازم لعرضها في حجرة الدراسة.
5- مدى قابلية المادة البصرية للتعديل لتلاءم قدرات الطلبة العقلية، فالمعينات البصرية وغيرها من المواد التدريسية المناسبة لجماعة من الطلبة قد تبدو تافهة بالنسبة لجماعة أخرى.
6- إذا كان قد سبق للمدرس استخدام تلك المادة البصرية؛ فالتقويم الذي أجراه-هو وتلاميذه قبل- يعين على تقدير قيمتها.
وأورد (د.فكري حسن ريان) بعض الأمثلة على الوسائل التعليمية البصرية:
أ- جهاز العرض فوق الرأس (Over head projector ).
قد يجد المدرس من المفيد عند تقديم مادة درس أن يشفع المناقشة بعرض الملاحظات أو الرسومات أو الشرائح التي أعدها من قبل، على شاشة أمام التلاميذ لدراستها. ويوضع جهاز العرض أمام التلاميذ، يستطيع المدرس، وهو يواجه تلاميذه أن يكتب الملاحظات، ويرسم بقلم من الشمع على لوحة من البلاستيك الشفاف موضوعة في مكان خاص في الجهاز؛ فتنعكس الكتابة والرسومات مباشرة على شاشة موضوعة خلف المدرس (على السبورة مثلا). ويستطيع المدرس أن يشير إلى التفاصيل المهمة للرسم أو الكتابة بواسطة قلم في يده، فتنعكس صورته أيضا على الشاشة.
ويتميز استخدام هذا الجهاز، بدلا من السبورة، لأن المواد المعروضة يمكن أن يراها كل التلاميذ بسهولة أكبر؛ مما لو كتبت على السبورة.
ب- الرسومات: تعتبر الرسومات عن الأفكار بإبراز في عناصر معينة في الموقف دون عناصر أخرى، وهي لا تهدف إلى إظهار التفاصيل، كما تفعل الوسائل البصرية الأخرى، ولكنها تثير الانتباه بالمبالغة أو التنظيم غي العادي للخطوط والألوان.وتتمثل قوتها في قدرتها على نقل المعاني في الخطة، ومن أنواعها: الرسوم التخطيطية والبيانات والملصقات.
• الرسوم التخطيطية: وهي رسوم لا تتضمن تفصيلات، وإنما تستخدم لإبراز جوانب معينة محدودة. وكثيرا ما يحتاج المدرس إلى استخدامها أثناء الشرح؛ لتوضيح ما يذكر من وصف أو شرح، ويستعين بها مدرس المواد الاجتماعية-مثلا- لتمثيل تحركات الجيوش ومواقعها في دروس التاريخ على أن هذه الرسوم ينبغي أن تكون في مستوى نضج التلاميذ، نظرا لما تنطوي عليه من رموز، قد يتعذر على صغار التلاميذ فهما.
• الأشكال والرسومات البيانية: وهي ترجمة للإحصاءات إلى أشكال أو منحنيات لإظهار علاقات بينها، والرمزية في المنحيات البيانية أعلى في مستواها من الرمزية في الأشكال، ولهذا كان من المفيد أن يدرب التلاميذ أولا على استخدام الأشكال وتفسيرها مثل استخدام المنحيات.
• الملصقات: الملصق نوع من الأشكال، ولكن ليس لإبراز علاقات كما هو الحال في الأشكال البيانية، والملصق الجيد يعبر عن فكرة معينة ويجذب الانتباه، دون الحاجة إلى كلمات كثيرة.
وبالإضافة إلى ما تم ذكره أورد (د. فكري حسن ريان) وسائل تعليمية سمعية مثل المذياع والتلفاز وهنا أريد أن أبين الفوائد العامة الرئيسية للمذياع كأداة تعليمية هي:
1- برامج المذياع تحف التلاميذ على العمل: إذن الأحداث المهمة التي تذاع، تمنع الشعور بالعبد الذي يحس به التلميذ عن دراسة كثير من الموضوع في حجرة الدراسة، فالشعور بأن الجو يحيط بنواحي النشاط في حجر الدراسة غير حقيقي، يمثل إحدى الصعوبات التي يواجهها المدرسون في حفز تلاميذهم على الدراسة، خاصة وأن قدرا كبيرا من المواد التي تدرس تتصل بالماضي والأزمان العابرة، أما الدراسات الجديدة للأحداث المهمة، ففيها مسحة من الحقيقة.
2- برامج المذياع تبعث الحيوية في التدريس: قد تعطي معنى حيا للمواد التعليمية، التي قد تبدو دونها تجريدا، ولهذا فإن المواد المذاعة تمد التلاميذ بخبرات بديلة لها قوة الخبرات المباشرة.
3- برامج المذياع والاستخدام اللغوي: إن المستويات التي يضعها كثير من متحدثي المذياع في إخراج الحروف والإلقاء تعتبر نماذج قيمة، كما يتضح منها للتلاميذ مدى تأثير الإلقاء الخاطئ، والنطق غير السليم للحروف وغيرها من الأخطاء اللغوية في سوء عرض الأفكار، هذا بالإضافة إلى أن المستمعين بأهمية الاستخدام الصحيح للغة.
4- برامج المذياع تولد أو تنمي اهتمامات قيمة: فالاهتمام بالتمثيل أو الموسيقى قد يتولد عن الاستماع الموجه لبرامج المذياع في حجرة الدراسة، ولهذا فإن توفي فرص للاستماع إلى الموسيقى الجيدة مع تفسيرها قد يولد اهتمامات مهنية أو ترويجية بين التلاميذ.
هذا بالإضافة إلى أن التمثيليات المأخوذة عن الكتب القيمة قد تغريهم بالقراءة المستفيضة لمصل هذه الكتب. والمذياع إلى جانب هذا كله، يمكن التلاميذ من متابعة اهتماماتهم التي سبق وأن تكونت لديهم في مواقف أخرى.
5- برامج المذياع تخلق اتجاهات سلمية: إن العقلية العالمية يجب أن تميز المواطن الصالح في الحاضر والمستقبل ويلزم لتكون هذا الاتجاه أن يفهم المواطن نختلف شعوب الأرض، ويستطيع تلميذ المدرسة الثانوية-عن طريق المذياع- أن يعرف خصائص وحاجات ومطامع سكان الأقطار الأخرى، ويمكن أن تزداد حساسيته لمشكلاته.
6- برامج المذياع تغذي دراسة بعض المواد: فالأحداث الجارية وتفسيراتها التي تذاع تفيد دراسة المواد الاجتماعية كما أن برامجه لها قيمة في التذوق الفني، هذا بالإضافة إلى أن التعريف بالمهن المختلفة يمد التلاميذ بمعلومات قيمة في التوجيه المهني.
نحن كشعب فلسطيني محاصر ومحتل فلا بد من وجود إذاعات وقنوات فضائية لتبين وتوضح للتلاميذ المنهاج الفلسطيني ، فعندما يتأخر الطالب نتيجة الحواجز والإجراءات العسكرية والأعياد اليهودية والإغلاقات ، ليتسنى لذلك الطالب معرفة المادة من المذياع أو محطة التلفزة المتوفرة .
إن أكثر الفوائد التربوية التي تنسب إلى المذياع والتلفاز ، فالتلفاز يرتبط المحتوى اللفظي والبصري للمواد التعليمية معا في برامجه، فمثلا بالدول الأخرى تتوفر مذياع لكل مدرسة حيث يستمع الطالب إلى الدرس مسجلا على شريط ويكتب ما يريد .
المذياع يستخدم عندنا أحيانا لطلبة الثانوية العامة عند استضافت مدرس مادة ما عند اقتراب موعد الامتحانات النهائية . حسب مجوعة من الطلاب أكدوا لي بأنهم عندما يستمعوا للمادة على المذياع يشعرون بالخوف وعدم التركيز ، وهذا يتعارض مع ما ذكرته سابقاً . برأيي هذا شعور طبيعي لأنهم لم يتعودوا منذ بداية المرحلة التعليمية أو مرحلة الثانوية العامة على الاستماع للدروس عبر المذياع فذلك يحدث فجأة .
وأخيراً ، أتمنى أن نلتزم بالوسائل التعليمية المثالية وبالتخطيط الصحيح الهادف من أجل فائدة أكبر لأولادنا فلذات أكبادنا .
(والسلام خير ختام )